م م - البيان والتبيين للجاحظ
الناشر
دار ومكتبة الهلال
مكان النشر
بيروت
يعطش حتى يعطش البعير، ولا يهاب حتى يهاب السيل، وكان والله خير ما يكون حين لا تظن نفس بنفس خيرا» .
وكان زيد بن جندب أشغى أفلح «١» ولولا ذلك لكان أخطب العرب قاطبة.
وقال عبيدة بن هلال اليشكري في هجائه له:
أشغى عقبناة وناب ذو عصل «٢» ... وفلح باد وسن قد نصل
وقال عبيدة أيضا فيه:
ولفوك أشنع حين تنطق فاغرا ... من في قريح قد أصاب بريرا «٣»
وقد قال الكميت:
تشبه في الهام آثارها ... مشافر قرحى أكلن البريرا
وقال النمر بن تولب في شنعة أشداق الجمل:
كم ضربة لك تحكي فاقراسية ... من المصاعب في أشداقه شنع»
القراسية: بعير أضجم «٥» . والضجم اعوجاج في الفم، والفقم مثله.
والروق: ركوب السن الشفة.
وفي الخطباء من كان أشغى، ومن كان أشدق، ومن كان أروق، ومن كان أضجم، ومن كان أفقم. وفي كل ذلك قد روينا الشاهد والمثل.
1 / 67