قال أبو عبد الله الحسين بن مسلم: كان الأكثر منهم يعتقدون الحسن والقبح في الأفعال وإنما يقولون بأن الطريق ذلك هو الشرع دون العقل ولم يحك عن أحد منهم نفي التحسين والتقبيح رأسا حتى ظهر منهم رجل ينسب إلى الأشعرية، ويحكى أنه ينتحل في الباطن مذهب الفلاسفة، ثم عدل عن هذه الطريقة الفاسدة فقال: بأن الظلم وغيره من القبائح إنما توصف بالقبح بطريقة الشهرة والعادة الجارية بين كثير من العقلاء وتسمية ذلك قبيح في الشرع إنما هو وضع واصطلاح بين الشرعيين، وقال بعضهم: الحسن عبارة عن كون الفعل متعلق الأمر والمدح والقبح عن كونه متعلق النهي والذم.
قال أبو عبد الله: والذي عند العدلية في ذلك أن العقل يقضي بقبح مقبحات وحسن محسنات ووجوب واجبات، بل قالوا إن جملة كمال العقل العلم بذلك على سبيل الجملة.
صفحة ٢٦