إليه أبو موسى أنه ظهر بتستر قبر دانيال وعنده صحيفة فيه أخبار ما سيكون، وفيه أخبار المسلمين،انهم إذا جدبوا كشفوا عن القبر فمطروا، فأرسل إليه عمر يأمره أن يحفر في النهار ثلاثة عشر قبرا ويدفنه بالليل في واحد منها لئلا يعرفه الناس فيفتتنون به".
واتخاذ القبور مساجد مما حرم الله ورسوله وإن لم يبن عليها مسجدًا، ولما كان اتخاذ القبور مساجد وبناء المساجد عليها محرما لم يكن من ذلك شيء على عهد الصحابة والتابعين، وكان الخليل ﵇ في المغارة التي دفن فيها وهي مسدودة لا أحد يدخلها ولا تشدّ الصحابة الرحال لا له ولا إلي غيره من المقابر، ففي الصحيح عنه ﷺ قال: "لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد: المسجد الحرام، والمسجد الأقصى، ومسجدي هذا". وكان من يأتي منهم إلى المسجد الأقصى يصلون فيه ثم يرجعون لايأتون مغارة الخليل ولا غيرها، وكانت مسدودة حتى استولى النصارى على الشام في أواخر المائة الرابعة ففتحوا البلاد وجعلوا ذلك مكان كنيسة، ولما فتح المسلمون البلاد اتخذه بعض الناس مسجدًا، وأهل العلم ينكرون ذلك.
وهذه البقاع