بين خلقه كالوسائط التي تكون بين الملوك والرعية فهو مشرك بل هذا دين المشركين عباد الأوثان" إلى آخر ما قال ﵀، فانظر رحمك الله إلى ما قاله الشيخ ﵀، ثم تأمل كلام المكي أنهم إنما يتوسلون بالولي إلى ربه ويطلبون منه أن يتوجه إلى ربه في قبول دعواتهم من ربهم لا منه هل بين كلامه وبين ما ذكره شيخ الإسلام فرق والله المستعان.
وقوله: ويعتقدون فيهم ما يعتقده العلماء إن الميت لا تفنى روحه بل هو سميع عليم معارفه باقية وبركته باقية. فالجواب أن يقال: وهذه أيضًا وهلة عظيمة وبليته أخرى فإنها مصادمة ومكابرة لقوله تعالى: ﴿إِنْ تَدْعُوهُمْ لا يَسْمَعُوا دُعَاءَكُمْ﴾ الآية [فاطر:١٤]، ولقوله: ﴿وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنْ يَدْعُو مِنْ دُونِ اللَّهِ مَنْ لا يَسْتَجِيبُ لَهُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَهُمْ عَنْ دُعَائِهِمْ غَافِلُونَ، وَإِذَا حُشِرَ النَّاسُ كَانُوا لَهُمْ أَعْدَاءً وَكَانُوا بِعِبَادَتِهِمْ كَافِرِينَ﴾ [الاحقاف:٥ـ٦]، وقد سوى هذا المعترض بين من نفى الله التسوية بينهما وهل هذا إلا مصادمة ومعارضة للقرآن فليهنأ معارضة كلام الله والجمع بين ما فرق الله، قال الله تعالى: ﴿وَمَا يَسْتَوِي الأَحْيَاءُ