معناه تنبت الدهن بعضهم تنبت وفيها دهن كما يقال: جاء زيد بالسيف أي جاء ومعه السيف، وكذلك قوله سبحانه: ﴿أولم يروا أن الله الذي خلق السماوات والأرض ولم يعيَ بخلقهم بقادر ...﴾ المعنى قادر على أن يحيي الموتى، قالوا: وإنما تدخل الباء في هذا المعنى مع حرف الجحد كقوله: ﴿أليس ذلك بقادرٍ على أن يحيي الموتى﴾ وقد ضارع ألم في معنى الجحد أليس، فألحق بحكمه، قالوا: ودخول أن إنما هو توكيد للكلام وأنشد الفراء في مثل هذا الباء:
فلما رجعت بخائبةٍ ركابٌ ... حكيم بن المسيب منتهاها
قال: فأدخل الباء، قال: وتقول: ما أظنك بقائم، فإذا حذفت الباء نصبت الذي كانت فيه بما تعمل فيه من الفعل.
وأما قوله سبحانه: ﴿كما أخرجك ربك من بيتك بالحق ..﴾ الآية ففيه وجوه ذهب إليها أهل التفسير والتأويل، كلها محتملة، أيها اعتمدت وعلَّقت عليه الكاف حملها وصح الكلام عليه. وقال بعضهم أن الله سبحانه أمر رسوله أن يمضي لأمره في الغنائم على كره من أصحابه كما مضى لأمره في خروجه من بيته لطلب العير وهم كارهون، وذلك أنهم في يوم بدر اختلفوا في الأنفال، وحاجوا النبي ﷺ وجادلوه، فكره كثير منهم ما كان من رسول الله ﷺ في النفل، فأنزل الله تعالى الآية، وأنفذ أمره فيها، وأمرهم أن يتقوا الله، وأن يطيعوه، ولا يعترضوا عليه فيما يفعله من شيء فيما بعد إن كانوا مؤمنين، ووصف المؤمنين ثم قال:
1 / 49