السرايا والبعوث النبوية حول المدينة ومكة
الناشر
دار ابن الجوزي
رقم الإصدار
الأولى-جمادى الأول-١٤١٧ هـ
سنة النشر
١٩٩٦ م
تصانيف
ومنها: جواز الاجتهاد في زمن النبي ﷺ، فعبد الله بن أنيس ﵁ أداه اجتهاده أن يصلي هذه الصلاة، ولم ينكر عليه ﷺ مما يدل على جواز الصلاة عند شدة الخوف يالإيماء.
وهذا الاستدلال صحيح لا شك فيه، لأن عبد الله بن أنيس فعل ذلك في حياة النبي ﷺ وذلك زمن الوحي، ومحال أن النبي ﷺ لم يطلع عليه"١.
وفعل الصحابي أيضا حجة ما لم يعارضه حديث مرفوع كذا في الغاية٢.
ومنها أيضا حديث المخصرة، وقد استحسن البعض المخصرة والتخصر لأجل هذا الحديث.
قال الجاحظ: ومما يدلك على استحسانهم شأن المخصرة حديث عبد الله بن أنيس ذي المخصرة وهو صاحب ليلة الجهني، وكان النبي ﷺ أعطاه مخصرة، وقال: تلقاني في الجنة٣.
كما ظهر في هذا الخبر دليل من دلائل نبوته ﵊ فهو قد وصف ابن نبيح لعبد الله بن أنيس وصفًا دقيقًا دون أن يراه حتى إن ابن أنيس عندما رد على رسول الله ﷺ متعجبا كما وقع في رواية الواقدي: "يا رسول الله ما فرقت من شيء قط، قال له رسول الله ﷺ: بلى آية ما بيني وبينه أن تجد له قشعريرة إذا رأيته"٤.
وفعلًا وجده على الصفة التي ذكر رسول الله ﷺ، يقول عبد الله: "فلما رأيته هبته وفرقت منه، فقلت: صدق الله ورسوله"٥.
١ العظيم آبادي، عون المعبود (٤/١٢٩) . ٢ المصدر السابق. ٣ انظر عمرو بن بحر الجاحظ، البيان والتبيين (٣/١١-١٢) . ٤ الواقدي، مغازي (٢/٥٣٢) . ٥ من رواية موسى بن عقبة. البيهقي، دلائل (٤/٤١) .
1 / 161