Basit Fi Sharh Jumal Zajjaji
تصانيف
============================================================
يكون ضمير مفرد، وصالح أن يكون ضمير الخبر، فإذا فسرت بزيد قائم على أنه ضمير الخبر، فهو من هذه الجهة تفسير، وهو من جهة تعيين الخبر خبر، فيكون تفسيرا من جهة، وخبرا من أخرى، ويظهر لي آن أبا علي انفصل بهذا الثاني في بعض كتبه- وأظنها البغداديات- فقد صح بما ذكرته أنه معقول، فلم يبق الا أن يكون منقولا. قال الله تعالى: { إنه من يأت ربه مجرما فإن له جهنم (1).
وقال تعالى: {فإنها لا تعمى الابصار (2) فهذان ضميران لا يعودان على شيء، ولا على ما دل عليه الكلام، ولا يصح أن يقال فيهما الا أن الضمير من إنه ضمير الخبر، والضمير من إنها ضمير القصة فإن قلت : أجعل الهاء من (إنه) ومن (إنها) كافتين بمنزلة (ما) في: انما زيد قائم، وهذا مذهي ابن الطراوة قلت : هذا لا نظير له، لأن العرب لا تجعل الأسماء كافة، وإنما استقر هذا للحروف نحو: انما، و (ان) مع (ما) في قوله : * وما إن طبنا جبن* وما ذكرته من أن الشيء اذا غظم أبهم وأضمر، له نظائر، وكذلك الضمير يفسره ما بعده له نظير نحو: ربه زجلا، وإذا قدرنا على آن يبقى على ماله نظير من كلام العرب فهو أولى من أن يحدث في كلام العرب ما لم يشبت له تظير" (4) وقد أتاح لابن أبي الربيع هذا المنهج الذي ارتضاه في بسط القضايا والمسائل التي يناقشها التوسع في الاستشهاد والتنظير والتعليل والمناقشة، (1) سورة طه آية74.
(2) سورة الحج آية 46.
() البسيط ص 189 - 190.
101
صفحة ١٠١