القبول.
ولا نعنى بهذه القوة القوة التى هى فى المادة الأولى، فان كل انسان بتلك القوة مستعد للمرض والصحة، لكن تتمة هذه القوة وهى ترجحها من جهة احد طرفى النقيض فلا يكون فى قوة الشيء أن يقبل المرض.
وأن لا يقبل فقط بل أن يكون قد ترجح قبول المرض على لا قبوله أو لا قبوله على قبوله وهذا قسم ثالث.
واما أن تكون فى أنفسها كمالات لا استعدادات لكمالات أخرى وهى مع ذلك غير محسة بذاتها، فما كان منها ثابتا سمى ملكة مثل العلم والصحة والخلق كالشجاعة والعفة والفجور والجور، وما كان سريع الزوال سمى حالا مثل غضب الحليم ومرض المصحاح وهذا قسم رابع.
وفرق بين المصحاحية والصحة، والممراضية والمرض فان الممراض قد لا يكون مريضا والمصحاح قد لا يكون صحيحا وملكة الصناعة ليست هى أن يصنع الانسان، بل أن تصدر عنه الصناعة من غير روية وفكرة، كمن يكتب شيئا من (1) غير أن يروى حرفا حرفا أو يضرب بالطنبور من غير أن يروى نقرة نقرة.
وكذلك ملكة العلم ليس أن يحضر الانسان المعلومات بل أن يكون مقتدرا على احضار معلوماته من غير روية ولا شك أن جميع ذلك يكون بهيئات فى النفس.
فهذه هى أنواع الكيفيات، أولها ما يختص بالكميات وثانيها كيفيات انفعالية وانفعالات وثالثها القوة واللاقوة ورابعها الحال والملكة وجميع هذه الأنواع يقع فيها التضاد والاشتداد والتنقص الا النوع المختص منه
صفحة ١٢٥