فليس لأجزائها حد مشترك فانها ان جزئت الى ثلاثة وأربعة لم نجد طرفا مشتركا.
وان جزئت الى ثلاثة من جانب وثلاثة من جانب وترك واحد بينها كانت الأجزاء ستة ان لم يعد الوسط معها.
وان عد مع كل واحد من الطرفين صارت ثمانية وأجزاؤها أربعة وأربعة وليس بينهما ما يشتركان فيه.
وظن بعضهم أن القول نوع آخر للمنفصل سوى العدد وليس كذلك.
فان كميته بسبب عروض العدد له ولو جعلنا كل ما يعرض له العدد كما بالذات ونوعا منه، لكانت أشخاص الحيوانات والنبات والكواكب من الكم بالذات لا معروضا للكم.
فالقول مؤلف من مقاطع هى أجزاء له وهو معدود بها لا من جهة أنها حروف أو أصوات، بل من جهة أن كل حرف أو صوت أو مقطع واحد فى نفسه والقول مجتمع منها.
وهذا هو نفس العدد لا نوع آخر معه واقع تحت الكم وقد عرض للقول كما يعرض لسائر المعدودات.
وقد يعتقد أن الثقل من الكمية وليس كذلك، بل هو قوة محركة الى أسفل.
وانما يقال وزن هذا مساو لوزن ذلك اذا كانا يتقاومان فى جذب كل واحد منهما عمود الميزان الى جهته فلا (1) يقوى أحدهما على اشالة الآخر رأسا فى نفسه.
صفحة ١١٣