البصاير النصيريه في علم المنطق

ابن سهلان ت. 540 هجري
40

البصاير النصيريه في علم المنطق

تصانيف

الفن الثانى فى المعانى المفردة المدلول عليها بالألفاظ الكلية الخمسة ويشتمل على اثنى عشر فصلا

الفصل الأول

نريد أن نبين فى هذا الفن جملة الأمور التى تقع عليها هذه الألفاظ الخمسة المذكورة فى الفن الأول التى معانيها فى الذهن أجزاء المعانى المركبة التركيب الموصل الى درك المجهولات.

والمنطقيون حصروا الأمور فى أجناس عشرة هى أجناس الأجناس، وقسموا كل واحد منها الى أنواعه منحطين فى القسمة الى درجة أنواع الأنواع التى لا نوع بعدها، وبينوا خواص كل واحد منها والأمور العامة لجميعها أو لعدة منها.

وأن الألفاظ المفردة الكلية لا تخرج بالدلالة عن شيء منها، الا أن أكثر البيان الذي يستعمل فى هذا الفن هو على سبيل الوضع والتسليم لا على سبيل التحقيق.

فان البيان اللائق بفهم المبتدئ قاصر عن الوفاء بتحقيق مقصود هذا الفن، بل لا يفى به الا نظر المنتهى الى العلوم الكلية المتدرب بكثير من النظريات.

وذلك لأن ضرورية هذا العدد لا تبرهن فى المنطق ولا كون كل واحد منها جنسا حقيقيا ولا كون كل واحد منها جوهرا والباقية أعراضا، بل يجب أن يقبل قبولا على سبيل التقليد وحسن الظن.

فأن بيانه الحقيقى لا يتكلفه الا الناظر فى العلم الكلى من علوم ما بعد الطبيعة.

وغرضنا من تقديم هذا الفن مع تعذر الاستقصاء فى بيانه بالنسبة الى فهم

صفحة ٨٨