بمعنى آخر، فان معنى الاسم باق لكن انضمت إليه زيادة معنى أفادتها هذه الحركة لا استقلال (1) لها دون اقترانها بمعنى اسم من الأسماء القائمة.
وأما الكلمة فهى لفظ مفرد يدل على موجود لموضوع غير معين فى زمان من الأرمنة الثلاثة مثل ضرب فانه يدل على ضرب منسوب الى ضارب غير معين فى زمان ماض.
والكلمة يسميها النحويون فعلا وليس كل ما يسمونه فعلا هى كلمة عند المنطقيين، فان تمشى وأمشى ومشت كلها أفعال وليست كلها كلمات.
لأن الكلمة ما لا يوجد لها جزء دال والتاء فى «تمشى» تدل على المخاطب والهمزة فى «أمشى» تدل على المتكلم، وقد قيل ان «يمشى» أيضا حاله كذلك لأن الياء منه تدل على موضوع غائب غير معين.
وصغو (2) أفضل المتأخرين الى أن «يمشى» على الخصوص يشبه اللفظ المفرد فى أن لا صدق فيه ولا كذب دون تمشى وأمشى-غير قويم.
لأن دلالة الياء على الموضوع الغير المعين ليس على سبيل تجويز الاسناد الى أى ماش كان، بل على ماش متعين عند القائل غير مصرح به ولا معين بدلالة اللفظ.
فالأمر موقوف فى التصديق به والتكذيب على التصريح والتعيين، واذا اعترف بكونه دالا على ماش متعين عند القائل فقد اعترف له بجزء دال
صفحة ١٦٤