أحدهما-أن لا تستعمل الألفاظ المجازية المستعارة والغريبة الوحشية والمشتبهة كقولهم ان الفهم (1) موافقة وان النفس عدد محرك لذاته وان الهيولى أم حاضنة.
والثانى-أن يعرف الشيء بما هو أعرف منه فان عرف بنفسه أو بما هو مثله فى الخفاء أو أخفى منه أو بما لا يعرف الا بهذا المعرف كان خطأ.
أما تعريفه بنفسه فكقولهم فى حد الحركة انها نقلة وفى حد الانسان انه الحيوان البشرى والبشر والانسان مترادفان.
وأما المساوى فى المعرفة فكقولهم فى حد الزوج انه العدد الذي يزيد على الفرد بواحد، والفرد ليس أعرف من الزوج.
ومن ذلك أخذ أحد المتضايفين فى حد الآخر، فان كل واحد منهما فى الجهل والمعرفة به مثل الآخر.
وقد ظن بعضهم أنه لما كان العلم بهما معا جاز أخذ كل واحد منهما فى حد الآخر.
وهذا خطأ فاحش لأن العلم بهما جميعا اذا كان معا فلو كان أحدهما مجهولا كان الآخر مجهولا أيضا فكيف يعرف الآخر به ومن شرط ما يعرف به الشيء أن يكون معلوما قبله واذا علم أحدهما صار الآخر معلوما معه فلا حاجة به الى أن يعلم بصاحبه.
لكن على هذا شك وهو أن المضاف ما ماهيته معقولة بالقياس الى غيره وليس له وجود غير ذلك، فحده اذا كان بيانا لحقيقته فيجب أن يؤخذ فيه قياسه الى الآخر والا لم يكن بيانا لحقيقته.
غ
صفحة ١٥٧