بصائر في الفتن
الناشر
الدار العالمية للنشر والتوزيع
رقم الإصدار
الثانية
سنة النشر
١٤٢٩ هـ - ٢٠٠٨ م
مكان النشر
الإسكندرية - مصر
تصانيف
وكان رسول الله ﷺ طويلَ الصمت، قليلَ الضحك (١).
ووصف هندُ بنُ أبي هالة ﵁ منطِقَ رسول الله ﷺ للحسن بن علي ﵄ فقال: " ... كان طويلَ السكوت، لا يتكلم في غير حاجة، يفتتح الكلامَ ويختمه باسم الله تعالى، ويتكلم بجوامع الكلم، كلامه فَصْل، لا فضولَ ولا تقصير" (٢).
وسأل الحسين بن علي ﵄ أباه عن مخرجه ﷺ، كيف كان يصنع فيه؟ فقال ﵁: "كان رسول الله ﷺ يَخْزِن (٣) لسانه إلَّا فيما يعنيه ... " (٤).
وقال -أيضًا-: "كان- ﷺ لا يذم أحدًا، ولا يَعيبه، ولا يطلب عورته (٥)، ولا يتكلم إلَّا فيما رجا ثوابه" (٦).
قال عبد الله ﵁: "والذي لا إله إلَّا هو، ما على وجه الأرض أحوج إلى طولِ سَجْنٍ مِن لسان (٧).
(١) رواه الإِمام أحمد في "مسنده" (٥/ ٨٦، ٨٨) عن جابر بن سمرة ﵁، ورواه البيهقي بلفظ: "كان طويلَ الصمت" (٧/ ٥٢)، (١٠/ ٢٤٠)، والبغوي في "شرح السُّنَّة" (١٣/ ٢٥٦)، وحسَّنه الألباني في "المشكاة" رقم (٥٨٢٦). (٢) "مختصر الشمائل المحمدية للترمذي" للألباني ص (٢٠). (٣) يخزن: يحبس. (٤) "مختصر الشمائل المحمدية للترمذي"، ص (٢٣). (٥) أي: لا يطلب عورة أحد، وهي: ما يُستحيى منه إذا ظهر، والمعنى: لا يُظهر ما يريد الشخصُ ستره، ويخفيه عن الناس. (٦) "مختصر الشمائل المحمدية" ص (٢٥). (٧) أخرجه الإِمام أحمد في "الزهد" (١٦٢)، ووكيع في "الزهد" رقم (٢٨٥)، وابن أبي عاصم في "الزهد" رقم (٢٣)، وغيرهم.
1 / 69