بصائر في الفتن
الناشر
الدار العالمية للنشر والتوزيع
رقم الإصدار
الثانية
سنة النشر
١٤٢٩ هـ - ٢٠٠٨ م
مكان النشر
الإسكندرية - مصر
تصانيف
من مواقف التثبت في الفتن
عن عمر بن سعد بن أبي وقاص عن أبيه ﵁، أنه جاءه ابنه عامر، فقال: أي بُنَيَّ! أفي الفتنة تأمرني أن أكون رأسًا؟ لا والله، حتى أُعْطى سيفًا، إنْ ضربتُ به مسلمًا، نبا عنه، وإن ضربت كافرًا، قتله، سمعت رسول الله ﷺ يقول: "إن الله يحب الغني الخفي المتقي" (١).
- وعن محمَّد قال: نُبِّئْتُ أن سعدًا ﵁ قال: "ما أزعم أني بقميصي هذا أحقُّ مني بالخلافة، جاهدتُ وأنا أَعْرَفُ بالجهاد، ولا أبخَعُ نفسي إن كان رجلًا خيرًا مني، لا أقاتل حتى يأتوني بسيفٍ له عينان ولسانٌ، فيقول: هذا مؤمن، وهذا كافر" (٢).
- وعن عامرِ الشعبيِّ قال: لما قاتلَ مروانُ الضحاكَ بنَ قيس أرسلَ إلى أيمن بن خُريم الأسدي، فقال: "إنَّا نحبُ أن تقاتلَ معنا" فقال: "إن أبي وعَمِّي شَهِدا بدرًا، فعهِدا إليَّ أنْ لا أقاتلَ أحدًا يشهدُ أنْ لا إله إلا الله، فإن جئتني ببراءةٍ من النَّار قاتلتُ مَعَكَ! " فقال: "اذهب"، ووَقَعَ فيه، وسَبَّهُ، فأنشأ أيمن يقول:
(١) رواه الإمام أحمد في "المسند" (١/ ١٧٧)، ومسلم (٢٩٦٥)، وأبو نعيم في "الحلية" (١/ ٩٤). (٢) أخرجه ابن سعد (٣/ ١/ ١٠١)، وأبو نعيم في "الحلية" (١/ ٩٤)، والطبراني في "الكبير" (٣٢٢)، وقال الهيثمي: "رواه الطبراني، ورجاله رجال الصحيح". اهـ. من "مجمع الزوائد" (٧/ ٢٩٩)، وبخع نفسَه: قتلها غيظًا أو غمًّا.
1 / 47