بصائر في الفتن
الناشر
الدار العالمية للنشر والتوزيع
رقم الإصدار
الثانية
سنة النشر
١٤٢٩ هـ - ٢٠٠٨ م
مكان النشر
الإسكندرية - مصر
تصانيف
مقارنة الحِلْم والرفق، ومفارقة العجلة والطيش
عن أم المؤمنين عائشة ﵂ أن النبي ﷺ قال: "إِنَّ الرِّفْقَ لَا يَكُونُ فِي شَيءٍ إِلَّا زَانَهُ، وَلَا يُنْزَعُ مِنْ شَيءٍ إِلَّا شَانَهُ" (١).
وعنها ﵂ قالت: اسْتَأذَنَ رَهْطٌ مِن الْيَهُودِ عَلَى النَّبِيّ ﷺ، فَقَالُوا: السَّامُ عَلَيْكَ، فَقُلْتُ: بَلْ عَلَيْكُم السَّامُ وَاللَّعْنَةُ، فَقَالَ: "يَا عَائِشَةُ إِنَّ اللهَ رَفِيقٌ يُحب الرِّفْقَ في الْأَمْرِ كلِّهِ"، قُلْتُ: أَوَلَمْ تَسْمَعْ مَا قَالُوا؟ قَالَ: "قُلْتُ: وَعَلَيْكُمْ" (٢).
وعن جرير ﵁ قال: سمعت النبي ﷺ يقول: "مَنْ يُحْرَمِ الرِّفْقَ يُحْرَمِ الخَيرَ كُلَّهُ" (٣).
وعن ابن عباس ﵄ قال رسول الله ﷺ لِأَشَجِّ عَبْدِ الْقَيْسِ "إِنَّ فِيكَ لَخَصْلَتَيْنِ يُحِبُّهُمَا اللهُ: الحِلْمُ (٤) وَالْأَنَاةُ" (٥).
وعن خباب بن الأرتِّ ﵁ قال: شَكَوْنَا إِلَى رَسُولِ اللهِ ﷺ وَهُوَ مُتَوَسِّدٌ بُرْدَةً لَهُ في ظِلِّ الْكَعْبَةِ، فقلنا: أَلَا
(١) أبو رواه مسلم (٢٥٩٤)، (١٦/ ١٤٦ - نووي). (٢) رواه البخاريّ (٦٩٢٧)، واللفظ له، ومسلم (٢١٦٥). (٣) رواه مسلم (٢٥٩٢)، (١٦/ ١٤٥ - نووي). (٤) الحِلم: ترك العجلة، وهو خلاف الطيش ونقيض السفه، وقال الراغب: "هو ضبط النفس والطبع عند هيجان الغضب"، "المفردات" ص (١٢٩). (٥) رواه مسلم في الإيمان (١٧) (٢٥).
1 / 37