بصائر في الفتن
الناشر
الدار العالمية للنشر والتوزيع
رقم الإصدار
الثانية
سنة النشر
١٤٢٩ هـ - ٢٠٠٨ م
مكان النشر
الإسكندرية - مصر
تصانيف
عقولُنا يومئذٍ؟ قال: "إنه لَتُنزَع عقولُ أهلِ ذلك الزمان، ويَخْلُفُ له هباءٌ (١) من الناس، يحسب كثرهم أنهم على شيء، وليسوا على شيء"، قال أبو موسى: "والذي نفسي بيده ما أجد لي ولكم منها مخرجًا إن أدركتني وإياكم - إلا أن نخرج منها كما دخلنا فيها، ولم نصب منها دمًا ولا مالًا" (٢).
وقد حدد حذيفة ﵁ مِحَكًّا يقيس به الإنسان مدى تأثره بالفتنة، فقال ﵁: "إن الفتنة تُعرضُ على القلوب، فأيُّ قلبٍ أُشرِبها: نُكِتت فيه نكتة سوداءُ، فإن أنكرها: نكِتت فيه نكتة بيضاءُ؛ فمن أحب منكم أن يعلم: أصابته الفتنةُ أم لا؟ فلينظر: فإن كان يرى حرامًا ما كان يراه حلالًا، أو يرى حلالًا ما كان يراه حرامًا، فقد أصابته الفتنة" (٣).
* والفتنة- إذا جُففت منابعُها، وسُدت ذرائعها، وحُسِمت مادةُ أوائلها، وأُخِذَ علي أيدي سفهائها، ولم يُلتفت لقولهم: "ما أردنا إلا الخير" - سَلِمت الأمةُ من غوائلها، وكُفي الناسُ شرَّها.
عن النعمان بن بشير ﵁ عن النبي ﷺ قال: "مثل القائم. على حدود الله والواقع (وفي رواية: والراتع) فيها، [والمدهِن فيها]؛ كمثل قومٍ استهموا على سفينةٍ [في البحر]
(١) هباء: أي قليلو العقل، أراذل، وهو في الأصل: الغبار المُنبثُّ. (٢) رواه الإِمام أحمد رقم (١٩٤٩٢) (٣٢/ ٢٤١)، وصححه الألباني في "الصحيحة" رقم (١٦٨٢). (٣) "حلية الأولياء" (١/ ٢٧٢،٢٧٣).
1 / 16