بصائر في الفتن
الناشر
الدار العالمية للنشر والتوزيع
رقم الإصدار
الثانية
سنة النشر
١٤٢٩ هـ - ٢٠٠٨ م
مكان النشر
الإسكندرية - مصر
تصانيف
قال قتادة: "لم يتمنَّ الموت أحدٌ نبيٌّ ولا غيره إلا يوسف، حين تكاملت عليه النعم، وجُمع له الشملُ، اشتاق إلى لقاء ربه ﷿، فقال: ﴿رَبِّ قَدْ آتَيْتَنِي مِنَ الْمُلْكِ وَعَلَّمْتَنِي﴾ [يوسف: ١٠١]. فاشتاق إلى لقاء ربه ﷿.
وقيل: إن يوسف ﵇ لم يتمنَّ الموت، وإنما تمنى الوفاة على الإِسلام؛ أىِ: إذا جاء أجلي توفني مسلمًا، وهذا هو القول المختار في تأويل الآيهَ عند أهل التأويل). اهـ (١).
أما مريم- ﵍ فقال القرطبىِ - رحمه الله تعالى- في "التذكرة": و"أما مريم- ﵍ فإنما تمنت الموت لوجهين (٢):
أحدهما: أنها خافت أن يُظن بها الشرُّ في دينها وتُعَيَّر، فيفتنَها ذلك.
الثاني: لئلا يقع قوم بسببها في البهتان والزور، والنسبة إلى الزنى، وذلك مهلك لهم، وقد قال الله ﷿ في حق من افترى على عائشة ﵂: ﴿وَالَّذِي تَوَلَّى كِبْرَهُ مِنْهُمْ لَهُ عَذَابٌ عَظِيمٌ﴾ [النور: ١١]، وقال: ﴿وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّنًا وَهُوَ عِنْدَ اللَّهِ عَظِيمٌ﴾ [النور: ١٥] " (٣).
(١) "التذكرة بأحوال الموتى وأمور الآخرة" (١/ ١١٦، ١١٧).
(٢) وزاد الماوردي على هذين الوجهين ثالثًا، وهو: لأنها لم ترَ في قومها رشيدًا ذا فراسة ينزهها من السوء، كما في تفسير المارودي "النكت والعيون" (٣/ ٣٦٤).
(٣) "التذكرة" (١/ ١١٧، ١١٨).
1 / 132