بصائر في الفتن
الناشر
الدار العالمية للنشر والتوزيع
رقم الإصدار
الثانية
سنة النشر
١٤٢٩ هـ - ٢٠٠٨ م
مكان النشر
الإسكندرية - مصر
تصانيف
وبالإِسْلامِ دِينًا، وَبمُحَمَّدٍ رَسُولًا، نَعُوذُ باللهِ مِنْ سُوءِ الفِتَنِ ... " وقال أنس- لمَّا حَدَّثَ بالحديث- "عَائِذًا بالله مِنْ شَرِّ الفِتَنِ" (١).
وقال البخاريّ في "صحيحه": وقال ابنُ أبي مُليكة: "اللهمَّ، إنا نعوذ بك أن نرجعَ على أعقابنا، أو نُفْتَنَ" (٢).
ولما رأى النبي ﷺ عمار بن ياسر ﵁ وهو يحمل لَبِنتين لبنتين أثناء بناء المسجد؛ أخذ ينفض التراب عنه، ويقول؛ "ويح عمار تقتله الفئة الباغية، يدعوهم إلى الجنة، ويدعونه إلى النار" قال عمار ﵁: "أعوذ بالله من الفتن" (٣).
قال الحافظ ابن حجر- ﵁: "فيهِ دليلٌ عَلَى استحبابِ الاستعاذة من الفتن، ولو علم المرءُ أنه متمسكٌ فيها بالحق؛ لأنها قد تفضي إلى وقوع ما لا يرى وقوعه، قال ابنُ بطال: وفيه ردٌّ للحديث الشائع: "لا تستعيذوا بالله من الفتن؛ فإن فيها حصادَ المنافقين". قلتُ: وقد سُئل ابن وهب قديمًا عنه فقال: إنه باطلٌ" (٤).
إذا اعتصم المخلوقُ مِن فتنِ الهوى ... بخالِقِهِ نجَّاه منهن خالِقُهْ
(١) أخرجه البخاريّ في "صحيحه" رقم (٦٦٧٨)، ومسلم رقم (٢٣٥٩).
(٢) "فتح الباري" (١٣/ ٣).
(٣) رواه البخاريّ رقم (٤٣٦).
(٤) "نفس المرجع" (١/ ٥٤٣).
1 / 128