162

بصائر ذوي التمييز في لطائف الكتاب العزيز

محقق

محمد علي النجار

الناشر

المجلس الأعلى للشئون الإسلامية - لجنة إحياء التراث الإسلامي

مكان النشر

القاهرة

يوم القيامة، وقد سَبَق من عيسى ﵇ الفعلُ مرّات والطير صالح للواحد والجمع.
قوله ﴿بِإِذْنِ اللهِ﴾ ذكره هنا مرتين، وفى المائدة ﴿بِإِذْنِي﴾ أَربعَ مرات لأَن ما فى هذه السُّورة من كلام عيسى، فما تصور أَن يكون من قِبَل البشر أَضافه إِلى نفسه، وهو الخَلْق الَّذى معناه التقدير، والنفخ الذى هو إِخراج الريح من الفم. وما [لا] يتصوّر أَضافه إِلى الله وهو قوله ﴿فَيَكُوْنُ طَيْرًا بِإِذْنِ اللهِ وأُبْرِئُ الأَكْمَهُ وَالأَبْرَصَ﴾ مما [لا] يكون فى طوق البشر، فإِن الأَكمه عند بعض المفسرين الأَعمشُ، وعند بعضهم الأَعشى، وعند بعضهم من يولد أَعمى، وإِحياء الموتى من فعل الله فأَضافه إِليه. وما فى المائدة من كلام الله ﷾، فأَضاف جميع ذلك إلى صنعه إِظهارًا لعجز البشر، وأَن فعل العبد مخلوق الله. وقيل (بإِذن الله) يعود إِلى الأَفعال الثلاثة. وكذلك الثانى يعود إِلى الثلاثة الأُخرى.
قوله ﴿إِنَّ الله رَبِّي وَرَبُّكُمْ﴾ وكذلك فى مريم و[فى] الزخرف فى هذه القصَّة ﴿إِنَّ الله هُوَ رَبِّي وَرَبُّكُمْ﴾ بزيادة (هو) قال تاج القُراء إِذا قلت: زيد قائم فيحتمل أَن يكون تقديره: وعمرو قائم. فإذا قلت زيد هو القائم خصصت القيام به، وهو كذلك فى الآية. وهذا مثاله لأَن

1 / 163