149

بصائر ذوي التمييز في لطائف الكتاب العزيز

محقق

محمد علي النجار

الناشر

المجلس الأعلى للشئون الإسلامية - لجنة إحياء التراث الإسلامي

مكان النشر

القاهرة

قوله ﴿لآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ﴾ خص العقل بالذكر؛ لأَنه به يُتوصَّل إِلى معرفة الآيات. ومثله فى الرعد والنحل والنور والروم.
قوله ﴿مَآ أَلْفَيْنَا عَلَيْهِ آبَآءَنَآ﴾ فى هذه السورة وفى المائدة ولقمان (ما وجدنا) لأَن أَلْفيت يتعدى إِلى مفعولين، تقول: أَلفيت زيدًا قائمًا، ووجدت يتعدى مرة إِلى مفعول واحد: وجدت الضالة؛ ومرة إِلى مفعولين: وجدت زيدًا قائمًا؛ فهو مشترك. وكان الموضع الأَول باللفظ الأَخصّ أَولى؛ لأَن غيره إّذا وقع موقعه فى الثانى والثالث عُلم أَنه بمعناه.
قوله ﴿أَوَلَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ لاَ يَعْقِلُونَ شَيْئًا﴾ وفى المائدة ﴿لاَ يَعْلَمُوْنَ﴾ لأَنَّ العِلم أَبلغ درجةً من العقل، ولهذا يوصف تعالى بالعلم، لا بالعقل؛ وكانت دعواهم فى المائدة أبلغ؛ لقولهم ﴿حَسْبُنَا مَا وَجَدْنَا عَلَيْهِءَابَآءَنَا﴾ فادَّعَوا النهاية بلفظ (حَسْبنا) فنفى ذلك بالعلم وهو النِّهاية، وقال فى البقرة: ﴿بَلْ نَتَّبِعُ مَآ أَلْفَيْنَا عَلَيْهِ آبَآءَنَآ﴾ ولم يكن النِّهايةَ، فنفى بما هو دون العلم؛ ليكون كلُّ دعوَى منفيّة بما يلائمها.
قوله ﴿وَمَآ أُهِلَّ بِهِ لِغَيْرِ الله﴾ قدَّم (به) فى هذه السورة، وأَخّرها فى المائدة، والأَنعام، والنحل؛ لأَن تقديم الباءِ الأَصلُ؛ فإِنها

1 / 150