فالمرأة في فلسفة شو هي الأداة الكبرى للتطور الخلاق، وهي القوة الأصيلة في مهمة حفظ النوع وبلوغ غاياته، وهي قوة دءوب ملحاح تعمل عمل المسخر الذي لا ينصرف عن وجهته، ولا تني ولا تكل ولا تحجم عن مشقة في سبيل هذه الوجهة التي تنقاد إليها عمياء كأنها لا ترى شيئا دونها، بصيرة كأنها تراها دون غيرها.
أما الرجل فهو وسيلة عرضية في مهمة «الخلق»، وهو أشبه بالطريدة التي تصطاد منه بالصائد الذي ينصب الفخاخ، وقد أراحته مهمة الخلق من عنائها فانطلق في طلب البأس والمعرفة والثروة والسلطان، وتنوعت همومه وأطماعه ومزاياه، فأتاحت للمرأة أن تختار منها ما يعينها على مهمتها، وهي كما تقدم مهمة التطور الخلاق.
ويولد البطل ما بين هذا التطور وهذا السباق.
ويولد العبقري الفنان كذلك، ولكنه كالفلتة التي تنبت على غير قصد في فرع من فروع شجرة الحياة، ثم تصبح الفلتة مثلا يحتذى وقالبا يصب فيه الأنداء والنظراء.
والبطل والعبقري يتشابهان في التفدية بكل شيء في سبيل الغاية التي يقصدان إليها، أو ينساقان إليها على غير قصد منهما، والناس ينساقون معهما ولو أهلكتهم مطامع البطولة ومطالب العبقرية.
وفي رواية «العودة إلى متوشالح» يجري الحوار بين نابليون وكاهنة الوحي على هذا المنوال:
نابليون :
إن العلو يفرض نفسه يا سيدتي. بيد أنني حين أقول إنني أملك هذه المزية لا أصيب العبارة كل الصواب، فالحق أن طبائعي ومواهبي تملكها؛ إنها العبقرية، إنها هي التي تدفعني إلى تجربتها وإنجازها، ولا مناص لي من التجربة والإنجاز، وإنني لعظيم حين أجربها وأدأب على إنجازها، أما في غير ذلك المسعى فلست بشيء.
كاهنة الوحي :
حسن، فجربها وأنجزها إذن. أتحتاج إلي وحي لتجربتها وإنجازها؟
صفحة غير معروفة