ولا تزال أجسامنا عرضة للأمراض وأعمارنا قصيرة.
ولذلك يجب أن يتغير الإنسان؛ أي يتطور نحو السبرمان.
إن عندنا من القوانين ما يكفنا عن ارتكاب الجريمة وممارسة الرذيلة، ولكن هذه القوانين لا تدل على ارتقائنا؛ لأن القوانين قفص يحبسنا عن الانطلاق نحو الرذيلة والجريمة، ونحن منها بمثابة الأسد في القفص لا يؤذي الناس لأنه محبوس، ولكنه لو انطلق لغاث وافترس.
وإنما يكون الإنسان راقيا حين تتطور غرائزه فتكف عن الجرائم والرذائل دون خوف من قوانين؛ أي يجب أن نصل إلى الإنسان الذي يسلك السلوك الحسن، ويعزف عن السلوك السيئ، عفو طبيعته وليس خوفا من عقوبة.
وهو هنا يعود طفلا يتحدث وكأنه لا يبالي المجتمع، فيقترح الفكرة دون الخطة، ويلقيها على عواهنها كي يبحثها غيره أو كي تكون إيحاء وإيماء لمن يفكرون بعده، فيضرب المثل بالفلاح الإنجليزي الذي تبدو عليه متانة الأعضاء وصحة الأجهزة الفسيولوجية فيقول بزواجه من المرأة النحيفة الذكية، فسيكون من هذا الزواج نسل يجمع بين صحة الجسم وذكاء العقل.
وهو يحرص على أن يقول إنه يقدم فكرة للبحث وليس خطة للعمل. •••
إن داروين هو الموحي للفكرة التي يقول بها برنارد شو.
هنريك إبسن.
وحوالي سنة 1900 نشأت في لندن جمعية، لا تزال حية، تسمى الجمعية اليوجنية، غايتها إصلاح النسل بالوسيلتين، السلبية والإيجابية، وهدفها الارتقاء في المادة البشرية بحيث يعلو الجيل القادم على الجيل الحاضر ويستمر الارتقاء جيلا بعد جيل.
وكان هدفها، ولا يزال، منع الناقصين من التناسل وإن أجيز لهم الزواج، وذلك بالتعقيم الذي يتيح الاتصال الجنسي ولكن بلا إخصاب، فأولئك الذين يولدون بعاهات وراثية مثلا يعقمون، وهذه هي الوسيلة السلبية للارتقاء، أما الوسيلة الإيجابية فتكون بتشجيع الأكفاء على الزواج والتناسل.
صفحة غير معروفة