وفي رواية ((لما تسلت وقلعت الخيمة، سمعوا هاتفا يقول ولا يرون أحدا: أدركوا ما طلبوا. فأجابه: بل يئسوا فانصرفوا)).
والأحاديث في ذكر الصبر وفضله كثيرة، اقتصرنا منها على هذه النبذة اليسيرة.
ومعنى الصبر لغة: الحبس. ومداره على أركان ثلاثة: إمساك النفس عن التسخط بالقضاء، وحبس اللسان عن القول السيئ والبذيء. وتقييد الجوارح عن المعصية. كاللطم وشق الثياب، وتسويد الفناء. فإذا قام الإنسان بهذه الأركان حاز فضيلة الصبر، الذي هو نصف الإيمان، وانقلبت محنته محنة عظيمة، واستحالت بليته عطية جسيمة، وصار ما كرهه محبوبا، وللأجور العظيمة حائزا مصيبا.
خرج الترمذي عن أبي ذر رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((الزهادة في الدنيا: أن لا تكون بما في يديك أوثق مما في يد الله. وأن تكون في ثواب المصيبة إذا أنت أصبت بها أرغب فيها لو أنها أبقيت لك)).
صفحة ٣٨