============================================================
أما بمد : فانى لما رأيت أهل بلدتنا هذه فى الكد بحتهدين، وعلى الاشتغال بالحرف معتمدين ، مواظبين على ذلك معتضدين (1) ، وصاروا إذا رأوا أهل الرفاهية(2) فى البلدان ، وراحة الرجال فيها والنسوان ، استنقصوا آحوالهم، وازدروا أفعالهم ، ظنا منهم بأن الدعة والسكون ، أمر فاضل مسنون ، كآنهم لم يلفهم قول الرسول صلى الله عليه وسلم حيث يقول : "إن الله لايحب الفارغ الصحيح ، لافى عمل الدنيا ولا فى عمل الآخرة" وقوله صلى الله عليه وسلم : "أشد الناس حسابا يوم القيامة المكفى الفارغ" أحببث أن أشرح لهم فى هذا الكتاب ما يسلى قلوبهم : وينفس كروبهم ، من فضائل الصناعات ، وأنها للأ نبياء عادات ، وأبين فضل الكد فى الزراعات، وأن الزرع أفضل المكاسب الطيبات ، وهو من أهم فروض الكفايات ، إذ به تعيش الحيوانات وأذكر ما ورد فى ذلك من الأحاديث والروايات ، والآيات الكريمات البينات ، وأبين فضل الساعى على البنين والبنات ، وفضل محبهم ومتحفهم فى كل الاوقات، وفضل من أطعم ذوى الحاجلت ، وفضل خدمة المرآة لزوجها وعولها (1) وأن من أفضل فعلها اجتهادها فى غزلها وأذكر فيه الأشياء المتمية للمال ، التى من استعملها سلم فى دنياه من الأهوال ، وحشر فى أخراه مع الأبدال
وأورد فيه من الطب ماروى فى الحديث النبوى، بشرح قوى وأردف ذلك بأحاديث تعم فيها البركة ، وتنفى عن المرء الهلكا، وبأذكار (1) الاعتضاد : التعاون (2) الرفاهية : السعة فى المعاش والخصب . من غريب المصنف (3) عال شياله قاتهم وقام بحاجاتهم وأنفق عليهم.
صفحة ٣