معرفته بوجه لا بنفي ولا إثبات ، إلا بما وصف به نفسه ، ولا يدرك أحد كنه صفته ، وإنما يعرفه بما يعرف له به ، ولم يتعرف (1) لأحد بنحو ما عرفه من غيره ، وإلا لشابهه سبحانه ، فهو المعلوم والمجهول (2) والموجود والمفقود (3)، فجهة (4) معلوميته نفس مجهوليته ، ونفس مشهوديته عين مفقوديته ، فهو لا يعرف بغيره ، وغيره يعرف به (5)، فهو الواجب الحق والمجهول المطلق.
وهذا القسم يعبر عنه بالذات البحت ، ومجهول النعت ، وشمس الأزل ، ومنقطع الإشارات ، والكنز المخفي ، والمنقطع الوجداني ، وكلها عبارات مخلوقة تقع على مقاماته وعلاماته التي لا تعطيل لها في كل مكان.
** القسم الثاني
الواجب والممكن. وهذا هو المشيئة التي خلقها الله (6) بنفسها وأقامها بنفسها وأمسكها بظلها ومادتها ، كما أن أبانا آدم عليه السلام أبوه مادته وأمه صورته ، أو بالعكس ، كما عليه الحكماء ، فليس له أب ولا أم غير مادته وصورته.
** القسم الثالث
باعتبار تعلقه بالمفعول ، وهو الجعل الذي يستعمل كثيرا ما في إيجاد اللوازم
صفحة ٨٦