بالوجود وهو الموجود ، وإن كان الظاهر من « الثابت » بحسب اللغة ما له الثبوت ، وهو معنى الموجود ، وأن زيادة لفظ « العين » لدفع توهم أن يراد الثابت لشيء بالوجود الرابطي أو المنفي عن شيء ، فإن ذلك معنى المحمول.
أو يقال : إن المشتق محمول على مبدأ الاشتقاق في الثابت والمنفي ، أو العكس في الوجود والعدم بإرادة الموجود والمعدوم تسامحا ، إشعارا بأن احتياج الموجود والمعدوم إلى التعريف إنما هو لاحتياج الوجود والعدم إليه ؛ لأن مفهوم صيغة المشتق معلوم لكل من يعرف اللغة ، أو لتساويهما في المعرفة والجهالة ، أو للإشارة إلى أصالة الوجود مع ملاحظة تبعية العدم.
أو يقال : إن الضمير راجع إلى الموجود والمعدوم ؛ لدلالة الوجود والعدم عليهما.
وعن الفارابي : أن الوجود إمكان الفعل والانفعال ، والموجود ما أمكنه الفعل والانفعال (1).
وعن بعض الحكماء تعريفه بمثل ذلك ، مثل قولهم : « الموجود هو الذي يكون فاعلا أو منفعلا » (2) أو : « الذي ينقسم إلى الفاعل والمنفعل » (3) أو : « ينقسم إلى الحادث والقديم ، والمعدوم ما ليس كذلك » (4) ( أو ) بغير ذلك ، كالتعريف بأنهما عبارتان عن ( الذي يمكن أن يخبر عنه ، ونقيضه ) وهو الذي لا يمكن أن يخبر عنه بمثل ما مر (5).
وعن المحققين : أن تصور الوجود بديهي ، بل هذا الحكم أيضا بديهي يقطع به كل عاقل يلتفت إليه وإن لم يمارس طرق الاكتساب ، بل عن جمهور الحكماء أنه
صفحة ٨٢