وجمت، وتورد وجهها الجميل، وتمتمت: حجرتك!
فقال بعجلة: سحبت اقتراحي!
تساءلت عما يعنيه انسحابه؟ ارتاحت له كقرار ولكنها انسحقت تحت وطأة القلق؛ دائما تلهث وراءه فحتى متى؟!
أما هو فقال بهدوء وحنان: ما زلت أنت أنت، سهام كريمة المربية الفاضلة منيرة وحامد برهان.
فقالت بعصبية: كلا، لا تسئ بي الظن، ولكن هذا لا يعني ...
وتوقفت عن الكلام، فقال: هذا يعني أنك لم تتخطي المرحلة بعد.
فتساءلت: لم العجلة؟ لا توجد في طريقنا عقبة حقيقية!
فتساءل باسما: ولم الصبر؟!
ها هو يحاصرها في ركن مستندا إلى امتلاكه قلبها حتى جذوره. ولدى اللقاء التالي تصرف تصرفا غاية في الشذوذ ولكن بطمأنينة وثقة كاملتين. مضى بها نحو طريق جديد ولما سألته عن وجهته أجاب: نحن ذاهبان إلى بولاق!
انساقت معه كالمنومة شاعرة بأنها تعبر حدود وطنها مهاجرة إلى الأبد. ونبض قلبه بالصدق وأعذب النوايا فتخيل أنهما جسد واحد ووعي واحد. ولما دخلا الحجرة شبه العارية استرق إليها نظرة متفحصة وقال: دون مقامك بما لا يقال.
صفحة غير معروفة