فأطلق محمد ضحكاته الجافة ثانية وقال: ما نحن اليوم إلا إقليم تابع للاتحاد السوفيتي، لم تنتصر إسرائيل والولايات المتحدة فقط ولكن الاتحاد السوفيتي انتصر أيضا، أذنابه يقولون اليوم بكل قحة إن الاشتراكية أهم من سيناء!
وغمغمت سنية في أسى: لنا الله.
وتساءلت سهام: أينتهي الوضع على هذه الحال؟
فخيل إلى سليمان بهجت أنه مطالب بإجابة فقال: كلا طبعا! سنجد أيضا فرصة لإعادة النظر في شئوننا، ثمة عوامل فساد كانت تنخر في عظامنا، يقال إن الرئيس نفسه كان ضحية من ضحاياها!
فقال محمد حانقا: قال إنه مسئول عن كل شيء، لعله أول صدق ينطق به في حياته!
ففقد سليمان بهجت بعض أعصابه وقال: أعداء النظام شامتون كأن المصيبة حلت بوطن آخر!
فلوح محمد بيده محتجا وقال: إنهم محزنون لا شامتون، لقد بذل الجيل الماضي ما استطاع حتى وقت للاحتلال البريطاني وقتا، ثم جاء الأبطال يحلمون بإنشاء إمبراطورية فانتهى سعيهم باستيراد احتلال جديد مارسته أصغر وأحدث دولة في العالم، هي النتيجة الحتمية للجهل والغرور والفساد والاستبداد، واليوم تفصح الوجوه فلن ترى توازنا واستقرارا إلا عند الشيوعيين! - لسنا شيوعيين على أي حال. - ولكنكم ذيول لهم، لو صدقتم في قتال إسرائيل عشر صدقكم في قتال المسلمين لكتب لكم النصر.
فقال سليمان بضيق: الشعب الكادح يعرف بغريزته كيف يهتدي إلى رجله!
فجاوز محمد حلمه قائلا: لا تحدثني عن الشعب الكادح، وحدثني عن الشقق المفروشة!
اصفر وجه سليمان وأفصحت عيناه عما ينذر بإفساد اللقاء كله، غير أن سنية قالت بصوت مسموع: لا .. لا أسمح بهذا، نحن هنا أسرة ولا مكان بيننا لمعركة!
صفحة غير معروفة