============================================================
فقال، بعد أن تحدث عن عناية الناس بالكلام المنظوم : "وكان منه علم القوافي بمنزلة القوادم والخوافي، فلم يستغن عن معرفة احكامها، وكيفية نظامها، وما يجوز فيها وما يتنع، وما يحسن وما يقبح، وقدر آن وقفت بحضرة تونس، كلاها الله، على انوذج فيها لشيخنا الإمام البليغ، بحر الأدبا، وحبر البلغا،، أبي الحن حازم بن محمد بن الحسن بن محمد بن خلف بن حازم الأنصاري القرطاجني رحمه الله تعالى، المع فيه لذلعي بأصولها، وألمح للنقاب بفصولها، بيد آنه ترك جيدها عاطلا من حلي المثل، وكلل آياتها باكئف الكلل، حتى صار كخبي لا يلوح إلا تحت خبى، اقتفاء قول من قال: إن التزوع أو النزول إلى التمثيل ليس من دأب الفحول. والأمر إن كان كذلك ففي المثل إيضاح للسالك، وإفصاح بالمآخذ والمسالك، ووجودها قد يتأن به المتتهي، وعدمها يستوحش منه المبتدي، فرغب مني بعض الأصدقا. الذين التزم حقهم، وأعتقد في الصداقة صدقهم ان أطلع ما أقل من مثلها نجوما، وأرصد لطوارق ابهامها رجوما، مقفيا ذلك بتفسير ما أشكل، وتتميم ما تقض، فنقبت عنها في شعوب فكري، فالفيت اكثرها قد تفلت عن شرك ذكري، فلفقت منها ما تيسر، ولم الو على ما تعسر، لوجوب اجابتهم، وتكرر رغبتهم، وأجبت بين خواطر شعاع، وقواطع
صفحة ٢٦