هذا مقعد عتيق ولو أنه مضجع خشن لكن الليل هادئ رائق، ونعم العشب من وسادة، وإن شعرت ببرد الليل فستصلح الشمس في الصباح ما أفسده المساء، وما علي إلا أن أرقص قليلا فأدفأ وأستأصل من جسمي شأفة البرد. (ثم يتهيأ للمنام.)
سيان عندي هذا المضجع القض
8
وفراش وثير،
9
فما أجمل النجوم وما أحلى خان الخالق الذي لا يكلف أجرا! (ثم يمتد على المقعد ملتحفا بعباءته وينام.)
سيلفيا (ناظرة من سفح فناء دارها) :
يا لك من غلام مسكين قد فعل كما قال. كنت أشكو منذ هنيهة من جمال الليل فما أخبثني! (ثم تنزل مسرعة إلى الحضيض.)
10
يلزمني أن أدعوه لأني لم أقم بواجب الضيافة ولم يفتني الوقت بعد. يشكو الإنسان من الصيف؛ لأنه يكون فيه عرضة للشجون، ويود لو يكون الليل حالكا معتما، فينسى جميع هؤلاء البؤساء الذين يطوح بهم الحظ المنكود في كل شرق وغرب ولا من يؤويهم ويواسيهم. (ثم تنظر إلى زانيتو وهو نائم.)
صفحة غير معروفة