كما رأوه في الجحيم
25
متقلبا متغيرا لا ثبات له عاشقا لألف واحدة، ومن ذهب أخيرا ليدنس عرض إله الموتى، بل أهواه أمينا معجبا به شيء من القسوة، يختطف اللب بجماله، فتيا جذابا للأفئدة، متحليا بما توصف به الآلهة أو مثلما أراك رأي العين، كان شبيهك شكلا وقدا وعينا وحديثا، وحياؤك هذا الشريف صبغ وجهه حين خاض غمار اللجج للوصول إلى كريت؛ فكان كفؤا وأهلا لبنات مينوس، فماذا كنت تعمل إذن؟ ولم لم يقع انتخاب أبطال اليونان على إيبوليت؟ ولم كنت صغيرا ولم تستطع أن تركب السفينة التي أقلته وأوصلته إلى شواطئنا، وكنت أنت
26
الذي أهلكت وحش كريت
27
رغما عن جميع تعاريج مأواه الفسيح.
وقد سلحته أختي بالخيط المشئوم، بل أنا التي سبقتها في هذا العزم؛ لأن الحب أنار بصيرتي. فأنا إذن أيها الأمير التي هدتك السبيل في مسالك «لابيرنت» المضلة، وكم كلفني من الشجون والآلام هذا الرأس الجميل! ولم يك هذا الخيط ليضمن لك حبيبتك وقرينتك في الخطر الذي ذهبت إليه، وقد أردت أن أسير أمامك فتلج معك فيدر «اللابيرنت» لتشاطرك النجاة أو الهلاك .
إيبوليت :
آلهتي! ماذا أسمع؟ أنسيت يا سيدتي أن تيزيه أبي وزوجك؟
صفحة غير معروفة