بحوث ومقالات في اللغة

رمضان عبد التواب ت. 1422 هجري
27

بحوث ومقالات في اللغة

الناشر

مكتبة الخانجي بالقاهرة

رقم الإصدار

الثالثة ١٤١٥هـ

سنة النشر

١٩٩٥م

تصانيف

وإبدال الغين من العين صعب التفسير من الناحية الصوتية، ولعله تصحيف قديم لبيت الفرزدق، وإن خلا ديوانه منه! وأما قلة ذلك مع "ليت" فلأنه لا يوجد في هذه الحالة مقطعان متماثلان، أو متقاربان، وإنما سبب حذف النون معها هو الضرورة، ولذلك لا نجد لها أمثلة إلا في الشعر، كقول زيد الخيل الطائي: كمنية جابر إذ قال ليتي ... أصادفه ويهلك جل مالي١ ويقول الجوهري: "وإني وإنني بمعنى، وكذلك: "كأني وكأنني، ولكني ولكنني؛ لأنه كثر استعمالهم لهذه الحروف، وهم يستثقلون التضعيف، فحذفوا النون التي تلي الياء، وكذلك لعلِّي ولعلّني؛ لأن اللام قريبة من النون"٢. ويقول المبرد: "فالذي ذكرنا مما يحذف قولك: إنني، وكأنني، ولعلني؛ لأن هذه الحروف مشبهة للفعل مفتوحة الأواخر، فزدت فيها النون، كما زدتها في الفعل لتسلم حركاتها، ويجوز فيهن الحذف، فتقول: إني وكأني ولكني"٢. والحذف مع هذه الأحرف هو الشائع في القرآن الكريم، ففيه مثلا بالحذف لا غير: "وأنَّا" ٨ مرات "فإنّي" ٦ مرات "أئنا" ١٠ مرات "فإنّا" ١٠ مرات "ولكني" ٤ مرات "ولكنّا " مرتين "لعلّي" ٦ مرات. وفيه كذلك: "أنّا" ١٧ مرة، في مقابل: "أنّنا مرة واحدة، "بأنّا"

١ ديوانه ق٤٣/ ٧ ص٨٧ وكتاب سيبويه ١/ ٣٨٦ والمقتضب ١/ ٢٥٠. ٢ الصحاح "أنن" ٥/ ٢٠٧٣. ٣ المقتضب ١/ ٢٤٩.

1 / 37