============================================================
عمار البدليسي فلما صار القول حالا، ولبس من (1) حقيقة الدعاء، خلعة العطاء، وحصل (2) الباطن في قبضة علم الله، بحيث لا يسنح في الباطن: لا تصرف علم، ولا 3 تصرف عقل، ولا تصرف طبع وبشرية، د وذلك ح لحصول تصرف مراقبة رقيب شاهد الله (3) على الباطن، يحفظه من تصرف ما سوى الله، لينفذ فيه تصرف علمه.
فهو المسلوب من علمه وعقله ويشريته، لأن قلبه في قبضة القذرة، كما قال، : "اقلب المؤمن بين إصبعين من أصابع الرحمن يقلبه (2) كيف يشاء"(5)، فعلم أن الله تعالى مدبره ومتصرفه. فيطلب من نفسه في كل فعل: ما مراد الله عز وجل في ذلك.
فهو البصير في جريان الأحكام على العباد في الابتلاءات (6). إذ واحد يبتليه، وبلاؤه عقوبة على عقوبة. واخر يبتليه، وبلاؤه كرامة(1) على كرامة.
12 وواحد ينعم عليه، ونعمته عليه تقمة على نقمة. وواحد يقتر عليه، وتقتيره عليه محبة على محبة، وقربة على قربة. ولهذا قال، عليه السلام، في صفة بلاء المحبة: "إذا أحب الله عبدا ابتلاه، فإذا أحبه الحب البالغ اقتناهه(8) .
15 قيل: وما اقتناؤه؟(9).
(1) من، في الأصل: ممن (2) حصل: هنا بمعنى آصبح.
(3) رقيب شاهد الله: الحق، بمعناه الخاص عند الترمذي، راجع الترمذي، خم ص 117 هامش 13.
(4) يقلبه، في الأصل: يقلبها.
5) انظر المعجم المفهرس ا: 64، تحت: إصبع:.
(6) الابتلاءات، في الأصل: الابتلايات.
(7) كرامة، في الأصل: لرامة .
(8) وفي المعجم المقهرس 1: 219: دوإن الله إذا أحب قوما ابتلاهم"، تحت: ابتلى .
(9) قيل... اقتناؤه: أضيفت في الهامش.
صفحة ٨٠