وقال محمد بن أبي حازم الباهلي:
رب غريبٍ ناصح الجيب ... وابن أبٍ متهم الغيب
ورب عيابٍ له منظرٌ ... مشتمل الثوب على العيب
قال محمد بن أبان اللاحقي يخاطب أخاه إسماعيل:
تلوم على القطيعة من أتاها ... وأنت سننتها للناس قبلي
واللاحقي هو القائل:
إخفض الصوت إن نطقت بليلٍ ... والتفت بالنهار قبل الكلام
وفي معنى قول اللاحقي في البيت الأول قول الهذلي:
فلا تفزعن من سيرة أنت سرتها ... فأول راضٍ سنةً من يسيرها
باب المملوك والمالك
روي عن النبي ﷺ أنه قال: " لا يدخل الجنة سيء المملكة ".
كان يقال: التسلط على المملوك دناءة.
وقال بعض الحكماء: اذكر عند قدرتك وغضبك قدرة الله عليك، وعند حكمك حكم الله فيك.
كان يقال: أنعم الناس عيشًا من حسن عيش غيره في عيشه.
كان يقال: اللإحسان إلى الخادم يشجي العدو، ويذهب البؤس، والكسوة تظهر الغنى.
قال عمر بن الخطاب: أكثروا شراء الرقيق، فرب عبد يكون أكثر رزقًا من سيده.
اشترى عبد الله بن أبي ربيعة المخزومي عبد بني الحسحاس واسمه سحيمٌ، وكان حبشيًا سمحًا شاعرًا، وكتب إلى عثمان بن عفان: إني قد اشتريت لك غلامًا حبشيًا شاعرًا فكتب إليه عثمان: لا حاجة لي به، فإنما حظ أهل العبد الشاعر إذا شبع أن يشبِب بنسائهم، وإذا جاع أن يهجوهم.
قال لقمان لابنه: يا بني إياك وخدمة العين. قال: وما خدمة العين؟ قال: ألا يكون لك عبد لا يخدمك إلا حيث يراك.
باع أعرابي غلامًا له من قومٍ من أهل البصرة، فجعلوه سقاءً على ظهر بعير لهم،فلبث الأعرابي حينًا ثم لقيه فسأله عن حاله؟ فقال: أنا في سفر لا ينقضي، وغديرٍ لا ينزح، وقوم لا يروون.
قال بعض الحكماء: أفضل المماليك الصغار، لأنهم أحسن طاعة، وأقل خلافًا،وأسرع قبولا.
كان يقال: استخدم الصغير حتى يكبر، والأعجمي حتى يفصح.
روى سفيان بن عيينة، عن سليمان الأحول، عن ابن معبد، عن ابن عباس،قال: من حلف على ملك يمينه أن يضربه فكفارته تركه، ومع الكفارة حسنة.
قال أبو الفتح:
بطرتم فطرتم والعصا زجر من عصا ... وتقويم عبد الهون بالهون رادع
وقالآخر:
إذا لم يكن في منزل المرء حرةٌ ... رأى خللًا فيما تدير الولائد
فلا يتخذ منهن حرٌ قعيدةً ... فهن لعمر الله بئس القعائد
قال آخر:
العبد يزجر بالعصا ... والحر تكفيه الملامة
وقال آخر:
العبد يقرع بالعصا ... والحر تكفيه الإشارة
أخده من قول مالك بن الريب:
العبد يقرع بالعصا ... والحر يكفيه الوعيد
وقال بشار:
الحر يلحى والعصا للعبد ... وليس للملحف مثل الردِّ
كان يقال الحر حرٌ وإن مسه الضر، والعبد عبد ولو مشى على الدر أخذه الشاعر فقال:
وإن الحر في الحالات حرٌ ... وإن الذل يقرن بالعبيد
وقال يزيد المهلبي:
إن العبيد إذا أذللتهم صلحوا ... على الهوان عن أكرمتهم فسدوا
قال المتنبي:
لا تشتري العبد إلا والعصا معه ... إن العبيد لأنجاسٌ مناكيد
وقال آخر:
إذا برم المولى بخدمة عبده ... تجنى له ذنبًا وإن لم يكن ذنب
باب الذكر والثناء
قال رسول الله ﷺ: " يوشك أن تعلموا خياركم من شراركم "؟ قالوا:بم ذا يا رسول الله؟ قال: " بالثناء الحسن والثناء السيء، أنتم شهداء الله في الأرض، بعضكم على بعض ".
قال عبد الله بن مسعود: عنوانصحيفة الميت ثناء الناس عليه.
وروى ذلك عن ابن عمر أيضًا.
قال كعب الأحبار: إذا أحببتم أن تعملوا ما للعبد عند ربه فانظروا ما يتبعه من حسن ثناء.
قال مطرف بن الشخير: عنوان كرامة الله لعبده حسن الثناء عليه، وعنوان هوانه سوء الثناء عليه.
قال بعض الحكماء: الناس أحاديث، فإن استطعت أن تكون أحسنهم حديثًا فافعل.
ومن ها هنا والله أعلم أخذ ابن دريد قوله:
وإنما المرء حديثٌ بعده ... فكن حديثًا حسنًا لمن وعى
قال آخر:
1 / 167