( الواو) من قوله: وبعد إما عاطفة والمعطوف حينئذ قصة على قصة، وإما نائبة عن إما التفضيلية؛ وهذا الوجه أحسن من الأول لاقترانها بالفاء، وعليه فيكون المعنى على مذهب سيبويه(_( ) إمام النحو أبو بشر عمرو بن عثمان بن قنبر الفارسي الأصل والحارثي بالولاء من أهل البصرة الشهير بسيبويه وهي كلمة فارسية تعني رائحة التفاح. ولد سنة 148ه في إحدى قرى شيراز وانتقل إلى البصرة، واستملى على حماد بن سلمة وأخذ النحو عن عيسى بن عمر، ويونس بن حبيب ولازم الخليل بن أحمد وأخذ عن أبي الخطاب الأخفش الكبير (والأخافشة ثلاثة). وصفه العيشي بقوله: "كنا نجلس مع سيبويه النحوي في المسجد وكان شابا جميلا نظيفا قد تعلق من كل علم بسبب، وضرب في كل أدب بسهم مع حداثة سنه وبراعته في النحو". وقال الذهبي: طلب الفقه والحديث مدة ثم أقبل على العربية فبرع وساد أهل العصر؛ وألف فيها كتابه الكبير الذي لا يدرك شأوه فيه. ورحل إلى بغداد وجرت بينه وبين الكسائي وأصحابه مناظرة. من تصانيفه كتابه الشهير في النحو المسمى "الكتاب ط" وتوفي سنة 180 على الصحيح قيل في شيراز وقيل في البصرة والله أعلم. ("تاريخ بغداد" للخطيب البغدادي 12/190 الكتب العلمية "سير النبلاء" للذهبي 7/583 الفكر "الأعلام" للزركلي 5/81)._) مهما يكن من شيء مهم بعد حمد الله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى أولياء الله فهو علم الدين لشدة الاحتياج اليه وكثرة التعويل عليه، وقوله: (فالدين) أي فعلم الدين..الخ. والدين هو وضع الهي سائق لذوي العقول باختيارهم المحمود إلى ما هو خير لهم بالذات.
صفحة ٤٨