وروى البيهقي في "السنن الكبرى" (2/217 برقم 2872) موقوفا على جابر بن عبدالله - رضي الله عنه - قال: "آل محمد - صلى الله عليه وسلم - أمته". وفيه (2/217 برقم 2869) من طريق عبدالرزاق قال: سمعت رجلا يقول للثوري: من آل محمد؟. قال: قد اختلف الناس فمنهم من يقول: أهل البيت. ومنهم من يقول: من أطاعه وعمل بسنته.
( وله شاهد عن عمرو بن العاص قال: "سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - جهارا غير سر يقول: »إن آل أبي فلان ليسوا لي بأولياء إنما وليي الله وصالح المؤمنين. قال عمرو: سمعت النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول: ولكن لهم رحم أبلها ببلالها« يعني أصلها بصلتها". أخرجه الإمام البخاري في "صحيحه" [5990] والامام أحمد في "مسنده" (4/249 برقم 17821) وأبو عوانة في "مسنده" (1/96). والشاهد في هذه الرواية أن قوله »إن آل أبي فلان« التي لا يبعد أن الرواة أبهموها مشعرة بقرابتهم من النبي - صلى الله عليه وسلم - بدليل قوله : »ولكن لهم رحم«. قال الحافظ ابن حجر العسقلاني في "فتح الباري" (10/514 و515 /الكتب العلمية): "قلت: قال أبو بكر بن العربي في (سراج المريدين): كان في أصل حديث عمرو بن العاص: »إن آل أبي طالب« فغير »آل أبي فلان«. كذا جزم به، وتعقبه بعض الناس وبالغ في التشنيع ونسبه إلى التحامل على آل أبي طالب، ولم يصب هذا المنكر فإن هذه الرواية التي أشار إليها ابن العربي موجودة في (مستخرج أبي نعيم) من طريق الفضل بن الموفق عن عنبسة بن عبدالواحد بسند البخاري عن بيان بن بشر عن قيس بن أبي حازم عن عمرو بن العاص رفعه: »إن لبني أبي طالب رحما أبلها ببلالها« وقد أخرجه الإسماعيلي من هذا الوجه أيضا لكن أبهم لفظ "طالب" وكأن الحامل لمن أبهم هذا الموضع ظنهم أن ذلك يقتضي نقصا في آل أبي طالب وليس كما توهموه." ا.ه
صفحة ٤٥