البهجة التوفيقية لمحمد فريد بك
محقق
د .أحمد زكريا الشلق
الناشر
دارالكتب والوثائق القومية
رقم الإصدار
الثانية
سنة النشر
1426هـ /2005 م
مكان النشر
القاهرة / مصر
ثم وصل إلى الجيزة في 9 ديسمبر سنة 1819 وقابل والده في سراى شبرا | في يوم 11 فتلقاه فرحا به مسرورا ومفتخرا بما آتاه الله من الفوز والنصر على | أعدائه بواسطة ابنه ، وبعد هذه المقابلة العائلية أمر محمد علي باشا ، كما تقدم | آنفا ، أن تزين العاصمة عدة أيام متوالية فلم يتأخر أحد من سكان البلد عن | القيام بأداء الزينة الواجبة عليها احتفالا بهذا الشجاع الذي أعاد لمصر فخرها | | الأثيل وملأ الأصقاع بصيته وشهرته وشهرة الجيوش المصرية التي برهنت تحت | إمرته على أنهم قادرون على أن يدافعوا عن وطنهم مدافعة الأسود عن غاباتها لا | بل ويفتحون ما جاورهم من البلاد إذا راعى رؤساؤهم الذمة والشرف وحب | الوطن العزيز ولم يؤثروا المنفعة الخاصة على المنفعة العامة .
ثم دخل شجاع مصر وفخرها إلى العاصمة من باب النصر بموكب حافل | اجتمع فيه كل من بالقاهرة من الأعيان والقواد يتقدمهم إبراهيم باشا تخفق فوق | رأسه الأعلام التي اغتنمها من الوهابيين حتى وصل إلى القلعة بين صفوف | الأهالي وأصوات النساء التي كانت تملأ الآفاق برنينها استبشارا بقدوم موكبه | الميمون وتعلو عليها أصوات المدافع التي كانت تطلق من القلعة أثناء مرور | الموكب من شمال البلد إلى جنوبها ، ولم يظهر محمد علي باشا في هذا الموكب | ليكون في الإستقبال لولده فقط ، بل توجه إلى جامع السلطان الغوري يشاهد | موكب ولده العزيز ويتمتع برؤيته محفوفا بأعيان البلدة وتجارها ، فيا لها من حفلة | يعجز عن وصفها الواصفون وتقصر عن تسطيرها الأقلام ثم اشتهر بعد ذلك | إبراهيم باشا وتحدث بذكر أعماله الركبان . وإنما أعدنا ذكر الإحتفال برجوعه | لأن في الإعادة ثمرة وإفادة .
صفحة ٩٤