وتوجد نسخة خطية أخرى أولها: «أما بعد حمد الله على مزيد آلائه، وشكره على ما تفضل به من جزيل جزائه.» وبعد كلام: «أحببت أن أجمع ما وجدت من كلامه مستعينا بالله.» كتبت هذه النسخة سنة 1002 وليس فيها ما يدل على اسم جامعها إلا أن بآخرها: «من نعم الله على العبد الفقير محمد بن محمد اليماني.» وورد في طبعة پلمر، التي سيأتي ذكرها، ببعض الهوامش: أن الذي جمع ديوان بهاء الدين زهير بعد وفاته هو شرف الدين، وأن ذلك مذكور في نسخة حسنة موجودة بمكتبة أكسفورد عليها اعتمد الطابع في التصحيح. وشرف الدين هذا هو أبو العباس أحمد بن محمد بن أبي الوفاء بن خطاب، المعروف بابن الحلاوي الموصلي الأصل، الدمشقي المولد والدار.
وقد ذكر ابن خلكان أن شرف الدين المذكور لقي البهاء زهيرا في بلاد الشام ومدحه. وفي الديوان قصيدة أرسلها البهاء زهير إلى شرف الدين تعزية له في أخيه سنة 641.
وقد طبع ديوان البهاء زهير منذ عهد قديم بمصر، وأعيد طبعه مرارا، وطبع في بيروت وغيرها، وأول طبعاته طبعة حجرية بمصر سنة 1277ه، وتليها طبعة حجرية أخرى سنة 1278ه بمصر.
وطبع هذا الديوان بكمبردج سنة 1876 في مجلدين: الأول منهما فيه الديوان مع تعليقات وهوامش، وفي أوله مقدمة تشتمل على ما للشعر من منزلة سامية عند العرب، وعلى ترجمة صاحب الديوان، والثاني ترجمة للديوان بالإنجليزية منظومة شعرا وعليها شروح، طبعه أدور هنري پالمر مدرس اللغة العربية بمدرسة كمبردج الذي قتله بعض العرب ببادية طور سينا سنة 1882 أثناء الحوادث العرابية.
ويقول صاحب «اكتفاء القنوع بما هو مطبوع»: «إن ديوان البهاء زهير طبع أيضا في باريس سنة 1883 مع القراءات المتنوعة للمتن الأصلي العربي.» •••
كانت للشعر نهضة، كما قلنا، في عهد الفاطميين فالأيوبيين، والبهاء زهير من أئمة النهضة الشعرية في عصر بني أيوب.
وعبقرية البهاء زهير في هذه النهضة تتجلى من نواح ثلاث: (1)
ناحية الأسلوب. (2)
ناحية الأوزان. (3)
ناحية الموضوعات التي يتناولها الشعر.
صفحة غير معروفة