ويحاول العروضيون أن يجدوا لهذا الوزن مخرجا في علمهم، كما فعل الدماميني في شرح الخزرجية. وليس الذي يهمنا أن يكون البهاء زهير ابتدع أوزانا لا يسيغها علم العروض؛ لكن البهاء زهيرا من غير شك اختار لشعره ألطف الأوزان وأدناها محبة إلى الذوق السليم، واستخرج من ذلك ما لم يكن مستعملا في عهده، ولا قبل عهده ولا بعده إلا قليلا.
الناحية الثالثة ناحية الموضوعات الشعرية
ما وصل إلينا من شعر البهاء زهير يجمع كل ما تعرض له شعراء العربية من فنون الشعر: كالمديح، والهجاء، والغزل، والنسيب، والوصف، والخمريات، والرثاء، والفخر.
ومديح البهاء زهير أقل شعره تشبعا بروحه في الغالب؛ وله فيما عدا ذلك نمط خاص يخرج الموضوعات المطروقة إلى نوع من الطرافة، وذكر پلمر مثالا لذلك قوله في المشيب:
فقد انجلى ليل الشبا
ب وقد بدا صبح المشيب
ورأيت في أنواره
ما كان يخفى من عيوبي
وقوله في الموت عشقا:
أنت روحي وقد تملكت روحي
صفحة غير معروفة