وصار تأنيث الصفة وإضافتها إلى فاعلها مع إثبات العائد إلى الموصوف خطأ
وحكى سيبويه، أنه قد جاء به الشعر فقال: وقد جاء في الشعر حسنة وجهها
شبهوه بحسنة الوجه، وذلك رديء وأنشد:
أمن دمنتينعر ج الرك ب فيهما
أقام تعلى ربعيهما جارتا صفا
بحقل الرخامى قد عفا طللاهما
( كميتا الأعالي جونتا مصطلا هما( 2
وإنما صار حسنة وجهها رديئا، لأن (حسنة) من قولنا: هذه امرأة حسنة، صفة
جارية على المرأة، وفيها ذكرها، ولذلك أنثنا بالتاء، فإذا قلنا: مررت بامرأة حسن
وجهها فالحسن للوجه، والهاء راجعة من الوجه إلى المرأة، كما رجع الضمير إليه من
(حسنة)فإذا قلت: مررت بامرأة حسنة وجههافقد جمعت بين ضميرين للمرأة
(/)
________________________________________
يرجعان إليهاأحدهما ضمير في (حسنة)، والآخر الهاء في (وجهها)وأخطأت،
لإضافتك (حسنة) إلى (الوجه)، والحس ن هو الوجه، والشيء لا يضاف إلى نفسه
وأيضا فقد أنثته، وهو لمذكر
فإن قيل: فقد أضفت (حسن) إلى الوجه، وهو في قولك: الحسن الوجه
فالجواب أن في (حسن) ضميرا يرجع إلى الموصوف به الجاري إعرابه عليه،
فقد خرج أن يكون ل(الوجه)، ولو كان له لارتفع به، على أنه حديث عنه وفعل له
صفحة غير معروفة