القصور
قلنا سابقا: إن المنصور لما أتم بناء مدينته المدورة، أنشأ في وسطها قصرا عظيما، أطلق الناس عليه اسم «قصر الذهب»، وأقام بصدره القبة الخضراء الشهيرة، وبنى بعض مواليه وصنائعه قصورا خارج السور، ثم أمر بإنشاء قصر عظيم وراء باب خراسان على ضفة دجلة اليمنى عند النهاية الغربية للجسر الكبير، وسماه قصر الخلد تبركا باسم الجنة، وتفاؤلا بأن يكون دار النعيم «بما يحويه من كل منظر رائق ومطلب فائق، وغرض غريب ومراد عجيب.» أتم بناءه سنة 158.
قصر الرصافة:
أمر المنصور بإنشائه على شرقي دجلة سنة 151، وهو أول بناء أنشئ في الجانب الشرقي، وقد أنشأ المنصور له سورا وخندقا، واتخذه المهدي مقاما له عند قدومه من الري بعسكره سنة 151، وجعل ما حوله معسكرا لجنده، فأنشأ كبار القواد منازل لهم حول القصر، ثم زيد في القصر، وأضيف إليه الكثير مما يجاوره من الأبنية، ثم تكاثرت الأبنية حول القصر فتألف من مجموع ذلك محلة كبيرة عرفت بمحلة الرصافة، وهي واقعة إلى جوار مشهد الإمام أبي حنيفة من الجهة الجنوبية، ولم يبق منها اليوم رسم ولا طلل.
قصر عيسى:
هو قصر بناه أو أقام فيه عيسى بن علي عم المنصور، قالوا: وهو أول قصر بناه الهاشميون في أيام المنصور ببغداد. قال ياقوت في معجمه:
وكان «قصر عيسى» على شاطئ نهر الرفيل عند مصبه في دجلة، وهو اليوم في وسط العمارة من الجانب الغربي، وليس للقصر أثر الآن، إنما هناك محلة كبيرة ذات سوق تسمى محلة قصر عيسى.
وقد بالغوا في سعة هذا القصر، حتى قالوا: إنه كان يضم زهاء أربعة آلاف نسمة من الأمراء والحرم والحشم والخدم.
قصر الوضاح:
هو قصر بناه الوضاح بن شبا عندما ولاه المنصور أمر الشرقية من محلة الكرخ، والشرقية محلة تقع إلى جنوب نهر الصراة، وقد ألحق بهذا القصر مسجدا يقال له مسجد الوضاح، وفيه يقول علي بن الجهم:
صفحة غير معروفة