تنبيه لا يصح أن يكون الاسم هو ذات المسمى، إذ لو كان كذلك لكان وضع الاسم عبثا ولتعددت الذوات في ذات واحدة لأنا نجد الاسمين والثلاثة لذات واحدة ولكان معنى المسمى حاصلا في اللفظ بالاسم من الحرارة والبرودة؛ فأسماء الله تعالى كلها ليست نفس ذاته تعالى بل وضعها له تعالى لإفادة ما يستحقه تعالى من المدح وتحقيق وجوب وجوده تعالى ولا يقال أنها أعلام له تعالى لأن العلم لتمييز الجنس بعضه عن بعض ولا جنس له تعالى وأسماء المخلوقين جنس وعلم ومفرد وجمع ونحو ذلك، وكل اسم فهو غير مسماه والمدح والذم في كل اسم يشعر بالصفة؛ فأسماء الله تعالى كلها ليس فيها إلا ما يفيد المدح.
فصل في الحروف التي يعبر بها عن الأسماء
(من) مفتوحة موضوعة لأولي العلم سواء كانت عبارة عن ذاته أو اسمه وما لا يعلم إذا كانت عبارة عن الذات وقد تكون اسما موصولا لمن يعلم باعتبار الصفات مثل قوله تعالى:[ ]{والسماء وما بناها}(1) أي: والعظيم ذي الآيات الباهرة التي رفعها بغير عمد، وقد يكون لمن لا يعلم ولا يعقل مجازا باعتبار تغليب من يعقل ويعلم إذا جمعا في كلمة واحدة كالدابة في قوله تعالى:[ ]{والله خلق كل دابة من ماء فمنهم من يمشي على بطنه}[12أ] كالحنش وغيره {ومنهم من يمشي على رجلين}كالإنسان {ومنهم من يمشي على أربع} كالخيل وغيرها.
و(أين) للمكان ولا يجوز أن تكون في حق الله تعالى لأنه تعالى لا تحويه الأمكنة.
صفحة ٤٧