بدر التمام شرح لامية شيخ الإسلام
الناشر
مركز النخب العلمية-القصيم
رقم الإصدار
الثانية
سنة النشر
١٤٣٧ هـ - ٢٠١٦ م.
مكان النشر
بريدة
تصانيف
الشَّفَاعَةُ وَيَقُولُونَ: اللَّهُمَّ سَلِّمْ سَلِّمْ. قِيلَ يَا رَسُولَ اللهِ وَمَا الْجِسْرُ؟ قَالَ: دَحْضٌ مَزِلَّةٌ. فِيهِ خَطَاطِيفُ وَكَلَالِيبُ وَحَسَكٌ تَكُونُ بِنَجْدٍ فِيهَا شُوَيْكَةٌ يُقَالُ لَهَا السَّعْدَانُ فَيَمُرُّ الْمُؤْمِنُونَ كَطَرْفِ الْعَيْنِ وَكَالْبَرْقِ وَكَالرِّيحِ وَكَالطَّيْرِ وَكَأَجَاوِيدِ الْخَيْلِ وَالرِّكَابِ، فَنَاجٍ مُسَلَّمٌ وَمَخْدُوشٌ مُرْسَلٌ وَمَكْدُوسٌ فِي نَارِ جَهَنَّمَ» (^١).
وينبغي التنبيه هنا على أن الناس في سرعة المرور وبطئه على حسب إيمانهم وأعمالهم الصالحة التي قدموها في الدنيا، فبحسب استقامة الإنسان على دين الإسلام وثباته عليه يكون ثباته ومروره على الصراط، فمن ثبت على الصراط المعنوي وهو الإسلام ثبت على الصراط الحسي المنصوب على متن جهنم يوم القيامة.
وفي هذا الموقف العصيب الذي لا يعرف الناسُ فيه بعضُهم بعضا، ولا يتكلم فيه أحد إلا الأنبياء، ومن سواهم لا يتكلم، كما قال النبي ﷺ في «الصحيحين»: «وَلا يَتَكَلَّمُ يَوْمَئِذٍ أَحَدٌ إِلا الرُّسُلُ، وَكَلامُ الرُّسُلِ يَوْمَئِذٍ: اللَّهُمَّ سَلِّمْ سَلِّمْ» (^٢).
• وهناك بعض المسائل المتعلقة بالصراط:
- المسألة الأولى: ماذا بعد عبور الصراط؟
جاء الجواب على لسان النبي ﷺ كما في «صحيح البخاري» من
(^١) أخرجه البخاري (٧٣٩) ومسلم (١٨٣)، واللفظ له. (^٢) أخرجه البخاري رقم (٨٠٦)، ومسلم رقم (١٨٢) من حديث أبي هريرة ﵁.
1 / 102