بدر التمام شرح لامية شيخ الإسلام
الناشر
مركز النخب العلمية-القصيم
رقم الإصدار
الثانية
سنة النشر
١٤٣٧ هـ - ٢٠١٦ م.
مكان النشر
بريدة
تصانيف
والثاني: ألا يتخلل ذلك ردة، فإذا تخلل ذلك ردة فليس بصحابي؛ لحبوط فضل الصحبة بالردة، كما قال تعالى: ﴿وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ﴾ [الزمر:٦٥].
نستفيد من هذه الآية أن جميع الأعمال تحبط بالشرك والردة، ويدخل في ذلك الصحبة وما فيها من الفضل، والبخاري يقول: «من المسلمين» والمرتد ليس من المسلمين.
ولهذا عَرَّف بعض أهل العلم الصحابي بتعريف أدق فقال: «هو من لقي النبي ﷺ مؤمنا به ومات على ذلك»، وقولنا: «من لقي» يشمل من صحبه ﷺ، ويشمل أيضا من رآه ولو لحظة واحدة، ويشمل أيضًا من لقي النبي ﷺ وهو أعمى.
- المسألة الثانية: ما حكم من آمن بالنبي ﷺ ثم ارتد ثم أسلم؟
إذا كان إسلامه بعد الردة في حياة النبي ﷺ، فهو صحابي؛ لأنه رجع وتاب ورأى النبي ﷺ وتحقق فيه الشرط، أما الرؤية الأولى فإنها حبطت بالشرك والردة، وهذا مفهوم قوله تعالى: ﴿وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ﴾ [الزمر:٦٥].
- المسألة الثالثة: ما حكم مَن رأى النبي ﷺ بعد ما مات وقبل أن يدفن؟
وقد حدث هذا لرجل جاء من اليمن إلى النبي ﷺ ليحوز شرف الصُّحبة، فلما قَدِم إلى المدينة إذا بخبر وفاة النبي ﷺ يصله.
فهذا لا يحظى بشرف الصُّحبة؛ لأنه يشترط أن تكون هذه الرؤية
1 / 37