البديع في البديع
الناشر
دار الجيل
رقم الإصدار
الطبعة الأولى ١٤١٠هـ
سنة النشر
١٩٩٠م
وفي الغراب "من الكامل":
خرق الجناح كأن لحي رأسه ... جلمان بالأخبار هش مولعُ
إن الذين نعبت لي بفراقهم ... هم أسهروا ليلى التمام وأوجعوا١
وقال الفرزدق "من الطويل":
بني دارم ما تأمرون بشاعر ... برد الثنايا ما يزال مزعفرا
إذا هو استلقى رأيت سلاحه ... كمقطع عنق الناب أسود احمرا٢
وقال الطرماح٣ في الثور "من الكامل":
يبدو وتضمره البلاد كأنه ... سيف على شرف يسل ويغمد٤
١ الخرق: هو الأخرق، اللحي: منبت اللحية من الإنسان وغيره، شبه حلييه بالجلمان لأن الغراب يخبر بالفرقة ويقطع كما يقطع الجلمان، والجلم الذي يجذ به، وهما جلمان، هش به يهش: خف إليه وارتاح له، أولع بالشيء فهو مولع أي مغرى، نعب الغراب: أي صاح. ليل التمام: أطول ليل في السنة، أسهروا من السهر وهو الأرق، ويروى: أسهدوا، والسهاد: الأرق أيضًا.
٢ بنو دارم: قوم الفرزدق، البرود: البارد، الثنايا: مقدم الأسنان، زعفر الثوب: صبغه بالزعفران، استلقى: اضطجع على قفاه، مقطع الشيء: موضع قطعه، الناب: الجمل الذي طلع نابه، والناب أسنان طويلة تلي الثنايا وهي أربع.
٣ شاعر خطيب وأحد زعماء الخوراج توفي سنة ٨٠هـ، وقال محمد بن سهل راوية الكميت: أنشدت قول الطرماح للكميت:
إذا قبضت نفس الطرماح أخلقت ... عرى المجد واسترخى عنان القصائد
فقال: إي والله، وعنان الخطابة والرواية "٥٢/ ١ البيان". وقال عبد الأعلى: رأيت الطرماح مؤدبًا بالري فلم أرَ أحدًا آخذ لعقول الرجال ولا أجذب لأسماعهم إلى حديث منه "٢٢٦/ ٢ البيان".
٤ يبدو: يظهر، تضمره: تغيبه وتخفيه، الشرف: المكان المرتفع، غمد السيف: جعله في غمده، سله: أخرجه من الغمد.
1 / 170