البديع في البديع
الناشر
دار الجيل
رقم الإصدار
الطبعة الأولى ١٤١٠هـ
سنة النشر
١٩٩٠م
وباع أبو العيناء دابة، كان عبيد الله بن١ يحيى حمله عليها من ابن لعبيد الله، فدافعه بثمنه، ثم لقيه، فقال: ايش٢ خبرك يا أبا العيناء؟ فقال: بخير، يا من أبوه يحمل وهو يرجل. وقال ذو الرياستين٣: احذورا اجتماع المضار وافتراق المسار٤. وكتب عبد الصمد٥ بن على إلى مروان٦، وقد ذكر له أمر الحرم: الحق لنا في دمك، وعلينا في حرمك٧.
وقال عبيد٨ الله بن عبد الحميد في تعزية: ما أشبه الباقي الذي ينتظر الفناء بالماضي الذي قد أتى عليه الفناء. وقلت لبعض فقهائنا وأنا عليل وقد سألني عائد لي بحضرته كيف أنت: أتراني ان قلت في عافية كاذبًا؟ فقال لي: لا، قال بعض الصالحين: إن أعلك الله من جسمك فقد أصحّك من ذنوبك.
وكتب يحيى بن خالد٩ إلى الرشيد: يا أمير المؤمنين، إن كان الذنب لي خاصًا فلا تعمن بالعقوبة؛ فإن الله يقول: ﴿وَلا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى﴾ ١٠. ولبعضهم: الكريم واسع المغفرة إذا ضاقت المعذرة١١. وقال ابو تمام "من الطويل":
_________
١ وزر للمتوكل والمعتمد، وتوفي سنة ٢٦٢هـ، وله ألف ابن قتيبة "أدب الكاتب".
٢ أي: أي شيء.
٣ الفضل بن سهل قتل ٢٠٢هـ، وتقدمت ترجمته.
٤ جمع مضرة ومسرة، والمضرة خلاف المنفعة، والمسرة السرور.
٥ عباسي هاشمي عم المنصور، وتولى ولاية كثير من البلاد، ومات سنة ١٨٥هـ عن ٨١ عامًا.
٦ هو مروان بن محمد آخر خلفاء بني أمية، قتل سنة ١٣٢.
٧ جمع حرمة، وحرمة الرجل: حرمه وأهله.
٨ أبو عبيد الله محمد بن عبد الحميد الطائي الطوسي القائد، شاعر أديب وإخوته شعراء أدباء "٢٧ معجم الشعراء".
٩ مضت ترجمته.
١٠ سورة فاطر، آية: ١٨.
١١ عذره في فعله عذرًا، والاسم المعذرة.
1 / 131