البديع في نقد الشعر

أسامة بن منقذ ت. 584 هجري
93

البديع في نقد الشعر

محقق

الدكتور أحمد أحمد بدوي، الدكتور حامد عبد المجيد

الناشر

الجمهورية العربية المتحدة-وزارة الثقافة والإرشاد القومي-الإقليم الجنوبي

مكان النشر

الإدارة العامة للثقافة

ووقفناك عليهما. ومنه: فقل: السلامُ، ومنْ تباريح الجوى ... بعثَ القتيلُ تحيةً للقاتلِ لقنَ النفارَ من الغزالة، واحتذى ... ليَّ العهود من القضيبِ المائلِ ومنه: ولما جلا التوديعُ عما عهدته ... ولم يبقَ إلاَّ نظرةٌ تتغنم بكيتُ على الوادي؛ فحرمتُ ماءهُ ... وكيفَ يحلُّ الماءُ أكثرهُ دمُ ومنه: إذا رعتها من وصلِ أخرى بزلة ... تلافيتها من لمتي بشفيعِ وما شبتُ لكن ضاعَ مما بكيتكمْ ... سوادُ عذاري في بياضٍ دموعي ومنه: وغرة كجبين الشمس لو برزت ... في حندس الليل للحرباء لانتصبا باب المبالغة اعلم أن المعنى إذا زاد عن التمام سمي مبالغة، وقد اختلفت ألفاظه في كتبهم، فسماه قوم: الإفراط والغلو والإيغال والمبالغة، وبعضه أرفع من بعض، كما قال زهير: كأنَّ فتاتَ العهن في كل منزلٍ ... نزلنَ به حبُّ الفنا لم يحطمِ كأنه تم الكلام عند قوله: حب الفنا. ثم قال: لم يحطم لأنه أشد لحمرته. وكذلك قول امرئ القيس:

1 / 104