البديع في نقد الشعر

أسامة بن منقذ ت. 584 هجري
72

البديع في نقد الشعر

محقق

الدكتور أحمد أحمد بدوي، الدكتور حامد عبد المجيد

الناشر

الجمهورية العربية المتحدة-وزارة الثقافة والإرشاد القومي-الإقليم الجنوبي

مكان النشر

الإدارة العامة للثقافة

وكما قال أبو العلاء: وفقيه أفكاره شدنَ للنعمانِ ... ما لم يشدهُ شعرَ زيادِ النعمان يحتمل معنيين، أحدهما أن يكون النعمام بن المنذر الملك، أو النعمان ابن ثابت الفقيه فاستخدم المعنيين بلفظ واحد فقال شدن للنعمان، يعني أبا حنيفة، وقال: شعر زياد، يعن النعمان بن المنذر وهو النابغة وكان كثير المدح للنعمان. وكما قال أبو تمام: وإذا مشتْ تركتْ بصدرك ضعفَ ما ... بحليها من شدةِ الوسواسِ لأن الوسواس يحتمل معنيين، وهو بلابل الصدر وصوت الحلي، فاستخدم المعنيين بقوله: تركت بصدرك يعني البلابل، وبقوله: ضعف ما بحليها يعني صوت الحلي. ومنه: اسمُ من ملني ومن صدَّ عني ... وجفاني من غير ذنبٍ وجرمِ والذي ضنَّ بالوصالِ علينا ... مثلما ضنَّ بالهوى قلبُ نعمِ هذا الستخدام في الإعراب لأن قلب مرفوعه بخبر للابتداء وبفاعل ضن، وهو أيضًا استخدام في المعنى لأن معنى قلب من المقلوب ومعنى العكس لأن الاسم معن. باب الإغراق اعلم أن الإغراق هو أن يبالغ في شيء بلفظه ومعناه، كما قال المتنبي:

1 / 83