البديع في نقد الشعر

أسامة بن منقذ ت. 584 هجري
54

البديع في نقد الشعر

محقق

الدكتور أحمد أحمد بدوي، الدكتور حامد عبد المجيد

الناشر

الجمهورية العربية المتحدة-وزارة الثقافة والإرشاد القومي-الإقليم الجنوبي

مكان النشر

الإدارة العامة للثقافة

ثم انبرتْ أيام هجر أعقبت ... بأسىً فخلنا أنها أعوامُ ثم انقضت تلك السنونُ وأهلها ... فكأنها وكأنهم أحلامُ ومنه: أمسي وأصبحُ من هجرانكم وصبًا ... يرثي لي المشفقانِ: الأهلُ، والولدُ قد خددَ الدمعُ خدي من تذكركم ... واعتادني المضنيان: الوجدُ، والكمدُ غاب عن مقلتي نومي ونافرها ... وخانني المسعدان: الصبرُ، والجلدُ لو رمت إحصاء ما بي من جوىً وضنى ... لم يحصه المحصيان: الوزنُ، والعددُ أو رمتُ من ضعفِ جسمي حملَ خردلة ... ما ضمها الأقويان: الزندُ، والعضدُ أستودع اللهَ من أهواهُ كيف جرت ... بشخصنا الحالتان: القربُ، والبعدُ لا غرو للدمع أن تجري غواربه ... وتحته المضرمان: القلبُ، والكبدُ كأنما مهجتي شلوٌ بمسبعةٍ ... ينتابها الضاريان: الذئبُ، والأسدُ لم يبق غيرُ خفيّ الروحِ في جسدي ... فداؤك الباقيان: الروحُ، والجسدُ إني لأحسد في العشاق مصطبرًا ... وحسبك القاتلان: الحبُّ، والحسدُ ومنه ما مدح به أبو القاسم: إذا أبو قاسمٍ جادت لنا يدهُ ... لم يحمد الأجودان: الغيثُ، والمطرُ وإن أضاءت لنا أنوارُ غرته ... تضاءل الأنوران: الشمسُ، والقمرُ

1 / 65