ومنها قوله تعالى : (( يسألونك عن المحيض قل هو أذى فاعتزلوا النساء في المحيض ولا تقربوهن حتى يطهرن فإذا تطهرن فأتوهن من حيث أمركم الله )) وذلك أنها نزلت بخلاف أمر اليهود والنصارى في أمر الحيض ، أخرج غير واحد عن أنس أن اليهود كانوا إذا حاضت المرأة منهم أخرجوها من البيت ولم يؤاكلوها ولم يشاربوها ولم يجامعوها في البيوت ، فسئل رسول الله صلى اله عليه وسلم عن ذلك ، فأنزل الله (( ويسألونك عن المحيض قل هو أذى فاعتزلوا النساء في المحيض )) الآية ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( جامعوهن في البيوت واصنعوا كل شيء إلا النكاح ) فبلغ ذلك اليهود فقالوا : ما يريد هذا الرجل أن يدع من أمرنا شيئا إلا خالفنا فيه ، فجاء أسيد بن خضير وعباد بن بشر فقالا : يا رسول الله إن اليهود قالت كذا وكذا ، أفلا نجامعهن ؟ فتغير وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى ظننا أن وجد عليهما . فخرجنا ، فاستقبلهما هدية من لبن إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فسقاهما ، فعرفنا أنه لم يجد عليهما .
صفحة ٣٣